ســلســـلـة محاضــــرات : بالعربيّ Coptologie
في عام 1976م عُقد أوَّل مؤتمرًا دوليًّا للدّراسات القبطيَّة في قلب جمعيَّة الآثار القبطيَّة بقاعة الصفا وفي هذا المؤتمر اطلق لأوَّل مـرة في العالم مُصطلح كلمة : COPTOLOGIE ومن هنا جاء هذا المصطلح ليكون انطلاقة جديدة لمحاضرات جمعية الآثار القبطية. وبذلك تنطلق كوبتولوجي بالعربي من قلب جمعيَّة الآثار القبطيَّة لتنظيم محاضرات باللغة العربية لأساتذة ودكاترة الجامعات المصريَّة.
تدور المحاضرة عن:
حين يتناول المؤرخون العرب أحداث الفتوحات الإسلامية للولايات التابعة للإمبراطورية البيزنطية، يذكرون عبارات سطحية عن مساعدة الأقباط للفاتحين العرب، دونما تفاصيل تذكر، ليس عمدا بل عجزا عن قراءة المصادر الوثائقية المدونة باللغتين اليونانية القديمة والقبطية، والتي تحوي الكثير من التفاصيل حول هذا الموضوع.
وقد ظل الأمر هكذا، في كتابات بعض المؤرخين المحدثين مثل ا.د. سيدة الكائف أو ا.د. عبد المنعم ماجد وغيرهما، إلى أن قمت بدارسة هذا الموضوع باستفاضة في دراسة بالانجليزية تقع في 32 صفحة، منشورة في Journal of Coptic Studies عام 2008، بلوفان، بلجيكا، في ضوء الوثائق اليونانية والقبطية؛ والتي ألقت ضوءا مباشرا حول دور أجدادنا الأقباط في مساعدة العرب في فتوحاتهم، بل لا نبالغ إذا قلنا أنهم لعبوا دورا رئيسا لاسيما في الحملات العربية والمعارك البحرية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل سنجد أن الفكرة السائدة بأن العرب كانوا يأخذون الجزية من أهل الذمة، كضريبة حماية، حيث لم يكن مسموحا لأهل الذمة الانخراط في الجندية الإسلامية، فكرة غير صحيحة، بدليل أن الأقباط كانوا يحاربون أيضا كمجندين، إلى جانب عملهم كبحارة على ظهر السفن البحرية التي تقل العرب المسلمين في البحر، نظير أجر يمنح لهم، محدد في عدد من الوثائق.
إن فكرة مساعدة الأقباط للعرب مؤكدة بكثير من التفاصيل في المصادر الوثائقية اليونانية والقبطية، بما فيها تفاصيل ما كان يقدمه الأقباط للعرب، بناء على طلب الأخيرين، ليتمكنوا من تجهيز أساطيهم الغازية في البحر، وهو ما سنسلط عليه الضوء في هذه المحاضرة.
المتحدث: أ.د. طارق منصور
أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة عين شمس